الخميس، 14 يوليو 2011

بياض اسود


هذه المرّة ، لأكنَ قاسياً. يجب أن أغادرَ ضفافَ الكلمات الناعمة ، المفردات المخمليّة المنسابة: الفراشاتِ والغيوم ، المظلات والمطر الفجائيّ في الظهيرة ، الأراجيح والقبّعات والـقمح المعلّب والمنثور. يجب أن أعبرَ إلى وحول الألفاظِ الشرسة. أن أشعر بأنّي ومن يقرؤني نتعنّف إثرَ كلّ كلمة نخطّها سويّةً. هو بكتابتها ، وأنا بقراءتها. هوَ بيده المبتورة ، يكتب. وأنا بعينيّ العمياوتين ، أقرأ.

يجبُ أن نحاول إيجاد الوقتِ بالكتابة ، وللكتابة. لا إضاعته ، كما فعلنا كلّ مرة. يجب أن أقول للوسيمِ لقد قبُحتَ قليلاً ، وللفتاة الغانيةِ ، يلزمك الكثير من الحسنِ ، وصولاً لمستوى مقبول. وللقبيح: متّ. لا داعيَ لوجودكَ أصلاً. ويجب قبل ذلك رفض نسبيّة القبح والجمال ، عدا ما تأمر به ذواتنا الأنيقة دائماً ، والفاهمة كثيراً ، والعالمة بكلّ الأمور والآداب والشرائع واللغات.

لا لمحسّنات البديع. والجناس. والطّباق. و أيٍّ من الألفاظ التي تجدها في منهج دراسة لللغة العبريّة أو العربيّة على حدّ سواء. يجب أن تكتب كما لو كنت تأكل وحيداً في مطعم ناءٍ إثر جوعٍ قاتل. يجب أن تكتب كحصانٍ يغبّ في ماء منعته منه لعانة جولة حربيّة ظهيرةً كاملة.

أن تختلط عليكَ المفردات. وتتنازعك الصور. أيها يكتب نفسه أوّلا. إذ في الأول والأخير ، لم تعد أنتَ سوى معبرٍ لهذه اللغة. تدمدم وتدوّي بداخلكَ ، ثم فجأة: تنفجر. تتشظى. تفرغها على الورق. تطرحها في عراء الشمس ، أو في لجّة المحيط. لا فرق. المهمّ أن تغادرك. وأن تتخلّصَ منكَ أوّلا.

تعالَ أخي. تعال اكتب. تعال اصرخ. جرّب أن نكتب بياقة مهترئة. بشَعرٍ لم يخلّله مشط. بيدٍ لم تغسلها مطهرات مستوردة. تعال ، اكتب قصيدة في هجاء الوزن والقافية واللغة والخليل بن أحمد والخليل بن أيّ شخصٍ آخر. تعال ألعن كلّ قواعد النحو والإعراب والأعراب. تعال أركلّ مناهج الصرف. الصحيّ منه والضارّ أيضاًَ.

تعالي أنتِ أيتها الفتاة. العالم لن يتوقّف لحظة كتابتك ، وأيضاً ، لن يزيد دوراناً فيما لو كتبت حكمة جميلة ، كالتي يكتبها سيوران المغفّل مثلاً. آه يا سيوران الحقير ، كم أحسدك. تعالي دونَ أن يكون الآخرونَ ، خصوصاً من لا نعرف مرايا لما تريد أرواحنا. خصوصاً أنّ بعضهم قبيح جداً كما أسلفت لكم في أوّل الكلام هذا.

يجب أن لا أكثر من مفردة يجب. يجب أن أقول للمتأستذين: كفى. كلّكم جهلة. أنا أوّلكم. وأنتم الأخيرون. الأخيرونَ حتى في الجهالة. يجب أن لا تردعَ قلوبنا المرهفات – هذه لفظة ناعمة لكن جاءت عفواً- قسوةَ تعقيب قد نراه. أو خوفَ سقوطٍ قد نصنعه أمامَ عابرينَ لا نعرف منهم أكثر من لونِ الخطّ الذي يكتبون به. وقد لا يكون سواد لون كتابتهم يمتّ بصلة لسواد غلّ قلوبهم ، أو بياضه – رغم كونه لوناً أرعنا لا وِجهةَ له وأكرهه كثيراً-.

اصنع للعالمِ نصّاً ، تُسكتِ به أولئك الذين ينامون ويصحون على وقع هتافات المديح المتخيّل من أجل جلالة وسادة أطرافهم. الفرق بين الجلالة والجلالة: ليس الكسر والفتح. بل حجم التغطية. إنْ للروح وإنْ للوسادة. اجعل نبزهم يرتدّ إليهم حسيراً ، وقلّ لهم: منذ اليوم. عدنا نحن. بعد أن كنّا غيرنا كثيرا.

يجب أن لا تبرد القهوة قبل أن تجرعها – أرأيت حجم القسوة في لفظةٍ/جرعةٍ كهذه-. لا تعبّر عما يجوس في أحراش وطنك. عبّر أولاً عمّا يجوس في أطرفِ أطراف بدنك. ولا تمارس الكتابة يوماً كخطبة ، أو كخبطة. كثيرونَ يفعلونَ هذا هنا. أنا أفعله. فعلته حتّى هنا. ألا ترى هذا. أعترف. الاعتراف يسقط التهمة. لكنّه لا يؤثّر تجاه الإدانة.

صحيح. ينبغي أن أنبّهكَ إلى أنّ ممارسة الكتابةِ كتعرٍ محض. قد لا يهبك أكثر من نظرات اشمئزاز العابرين. لكنّي على يقين بوجود قارئ جميل يشبهكَ ، سيجد في عريّك شامة تشبه شامته. وفي نفس الموضع من جسديكما. يحسبكَ قارئه وهو الكاتب. ينام قريراً ، قد تنفّس الصعداءَ لأنّ أحدهم حكى حكايته آن صباح حلوٍ ومفاجئ ولذيذ – كلّها ليست قاسية لكن .. – دونَ أن يقولها له. ودونَ أن يعرفَ من أيّ بقعةٍ في الأرض جلس يسكبها.

لتمت كلّ الأصابع اللّدنة. لنكتب بمخالبَ تمسك أقلاماً من رصاص. أرأيت: رصاص. لا أريد حبراً سائلاً كدمعة ، أو رقيقاً كثلجٍ يذوب. أريده نحتاً. رقصاً على جمرٍ. لنفعله ، لا كممارسة قفز في ماء. بل كارتطامٍ بإسفلت. كارتجاج. كدوار. كقبضاتٍ عنيفة لمخيّلة المطّلع علينا. لنكتب بعناء. لتشعر بعد فراغك من صفحة ، كشعور لاعبٍ بعد سماع صفّارةِ شوطٍ إضافيّ من مباراة نهائيّة. بالمناسبة: صفّارة أصحّ من صافرة ، التي يتشدّق الكثير من السادة الكتّاب والأدباء الكرام واللئام بكتابتها. – أتوقّع لاحظتَ وقعَ كلمة: يتشدّق ، يجب أن أكونَ قاسياً ، هكذا أخبرتك منذ البدأة -.

لا تكن آن الكتابة قاتلاً فحسب. كن سفّاحاً. جزّاراً ، قاتلاً لا يقتل ليغادر موقع الجريمة. بل يقتل ليمثّل بجثّث القتلى. يصرعهم أكثر من مرّة. يصنع من أنوفهم خلخالاً لقدمه اليسرى. يلعب بجماجمهم أمام الأطفال ككراتٍ فاغرة الأفواه. يحفر لهم قبوراً، ثم لا يدفنهم فيها. يتركهم على حوافّها: إمعاناً في النكاية. ثمّ يتصّل بالعسس يسألهم: هل يريدونَ نفس المصير. – لاحظت وجود مفردة العسس ، أووه على ثراء اللغة والكلام السخيف الذي يكرّره أستاذ البلاغة -.

إنّ هذا يتناقض مع إمكانيّة الدعوة المسبقة للكتابة بسهولة وسلاسة وعن أيّ شيء. فقط أن تفتح رأسكَ ، تفتّش بين أسلاكِ دماغه عن أيّ شيء. أترى هذا الـ"أيّ شيء". نقّب عنه. ابحث بمعولٍ حادّ. فتّش. جس. يمنة وفوقاً. يسرةً وتحتاً. اقشعرّ. قمْ ونمْ ، وأنتَ تمارس التنقيب عنها ، وستجد أنّ فكرتك اللعينة هاته ، كامنة من ألف عامٍ تنتظركَ لتخطّها. تعال: قلها. أسرع. لا تتأخر لظروف الأهلِ واللغة والجوعِ والرفاقِ والتفاهة والأمور الزائفة الأخرى. أقسمَ لكَ في الأخير: ستموت. سنموت كلّنا. ولن تجد فرصة مواتية بعد ذلك.

تعال اهدر حكمك العظيمة. مارس الأستذة. لا عليكَ من كلّ الخطبة السابقة. قل الأشياء التي ستفكّر حين تكون جَدّا لعشرة أحفادٍ حمقى بمدى جدّيتها. وتقول في نفسك: آه ، كم كانَ ذاك الزمان جميلاً. كانَ ، إنّك الآن فيه. قل ما تريد. تعاطَ من الكتب ما يهبكَ نشاطاً كتابيّاً لا بعده ولا قبله. هنالك كتّابٌ يفعلون ذلك. أقسم لك. حين أقرأ بعضهم ، ابحث عن لوحة مفاتيح وأنا أرتجف انفعالاً وهلعاً أن تضيع الفكرة.

لا تنظر للذين يمارسون الكتابة كتجشؤ. لا يرونَ الثقافة أكثر من كشخة. واقتناء الكتب أكثر من موضة. وأن يدركَ أكبر كبراء الكتّاب أنّ الكتابة فعل حقيرٌ وعاديّ ، وبإمكان أيّ ديكٍ يمتلك عرفاً مناسباً أنّ يدبّ على قدميه ويغنيّ. أولئك سيجعلونَ منكَ متطلعاً ، تبحث عن مرآة ، فلا تجد إلا إيّاهم. ستراكَ في مراياهم قبيحاً. احذر ذلك. المرايا ، حتى المرايا يا صديقي نسبيّة !

انحدر على الصفحة كشلّال. وامسك مقبض القلمِ كسيّاف ، لخليفةٍ عباسيّ سكران. وانز بأفكارك السوداء ، على البياض الغبيّ. لوّثه بكلامك ، أو على الأقلّ: هبه لوناً غير البياض. إنّني يا صديقي أكره هذا اللون كما أخبرتك سلفاً ، وأيضاً: سنجعل لنا ميزةً عن العميان الذين لا يعرفونَ سوى البياض والسواد. بالمناسبة: أعرف صديقاً أعمى يعرف اللون البرتقالي.

أيها الإخوة. أيها الأعداء. جميعاً لنحبّ بعضنا. ومن ضربنا على خدّنا الأيمن. فلنعطه منديلاً يمسحُ به كفّه. ومن ضربنا على خدّنا الأيسر ، فلنعطه قفانا. إنّ الضربَ على القفا يهبك الاتّزان. لا تنشغل بالحديث عن أشياء مكرورة. معادة. مملّة. كمسألة القدس -مجرّد مسألة- ، وغزّة ، و"الكضيّة" ، والذكرى السابعة لسقوط العراق ، والجنادريّة ، وسعر البترول الذي كلما ارتفع ، كلّما انحططنا. ... الخ.

و ... ، اعوِ ، احكِ ، احكِ أيّ شيء ، "ألّف" ، لأنّنا دونَ الحكاية ، سنموت مرّتينِ يا صديقي. وأنتَ تعرف ، أوّلاً وأخيراً: سنموت.

منقوله من الفياض ولكن رااائعه

تبقى معلقه ...



تبقى معلقه في فضاءاتنا .. تأبى ان تحط على أرض الواقع او ان تموت  ....

تظل تًزاحم واقعتنا .. واعمالنا .. وتًذهب النوم من أعيننا

                                    اما آل لكِ أيتها الآحلام أن تموتي .. بدلاً من رفضك الدائم أن تتحولي الى حقيقه


دايم نبقى نطارد احلام لا تتحقق ونظل نتكلم عنها كهويه لنا .. ولعلنا يئساً منا لانبذل اي مجهود لتحقيقها

اتمنى ان تتحقق احلام الجميع

احلام سعيده !!

الثلاثاء، 12 يوليو 2011

بلا قيود

لا اعرف لماذا املك اليوم رغبه قويه للكتابه

رغم اني لا اعرف عن ماذا اكتب

فعندما يكون قلبي فارغاً يصبح عقلي هكذا ايضاً

اسمع البعض يقول انه لا يعرف كيف يعيش بلا حب .. ولا تعجبني هذة العباره

قد نعيش بلا حب ولكني لا استطيع ان اعيش بلا شخص خاص بحياتي او بمعنى اقرب بلا سند

امم قد املك سند ولكني لا املك من اريد

هذي هي مشكله الاغلب .. يضيع امر ما بيده من اجل شي لا يملكه

فهي معادله الدنيا تاخذ مانريد وتعطينا ما لم نفكر به يوماً

قد تكون هذة احدى امنيات من تحبني ليلاً وهي على سجادتها .. تدعو الله ان يحقق ما اُريد وان يحفظني لها

ونسيت ان تكمل دعائها  بأن  كُنت خيرا لها  !! فهي على ما اعتقد لا تهتم

وفي المقابل انا لا أبالي  .. فاصبحت املك  عقل قووي لا يعطي لقلبي مساحه فلما ابحث لقلبي عن شخص  وهو لا يملك الحريه بما يريد

اليوم فقط سأعيش من اجل .......... ( الفراغ ) ولنرى اي حياة افضل

سأجرب ان اعيش بلا تفكير .. بلا تعمق .. بلا قيود